الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
فأما أولاد عطية فكانت رياستهم في أولاد بني مبارك بن حباس وكانت لهم تلة ابن حلوف من أرض قسنطينة ثم دثروا وتلاشوا وغلبتهم توبة على تلة ابن حلوف زحفوا إليها من مواطنهم بطارق مصقلة فملكوها وما إليها ثم عجزوا عن رحلة القفر وتركوا الإبل واتخذوا الشاء والبقر وصاروا في عداد القبائل الغارمة وربما طالبهم السلطان بالعسكرة معه فيعينون له جندا منهم ورياستهم في أولاد وشاح بن عطوة بن عطية ابن كمون بن فرج بن ثوبة وفي أولاد مبارك بن عابر بن عطية بن عطوة وهم على ذلك لهذا العهد ويجاورهم أولاد سرور وأولاد جار الله على سننهم في ذلك.فأما أولاد وشاح فرياستهم لهذا العهد منقسمة بين سجم بن كثير بن جماعة بن وشاح وبين أحمد بن خليفة بن رشاش بن وشاح وأما أولاد مبارك بن عابد فرياستهم أيضا منقسمة بين نجاح بن محمد بن منصور بن عبد بن مبارك وعبد الله بن أحمد بن عنان بن منصور ورثها عن عمه راجح بن عثمان بن منصور وأما أولاد جار الله فرياستهم في ولد عنان بن سلام منهم وأما العاصم ومقدم والضحاك وعياض فهم أولاد مشرف بن أثبج ولطيف وهو ابن سرح بن مشرف وكان لهم عدد وقوة بين الأثابج وكان العاصم ومقدم انحرفوا عن طاعة الموحدين إلى ابن غانية فأشخصهم يعقوب المنصور إلى المغرب وأنزلهم تامستا مع جشم ويأتي خبرهم وبقيت عياض والضحاك بمواطنهم بأفريقية فعياض نزلوا بجبل القلعة قلعة بني حماد وملكوا قبائله وغلبوهم على أمرهم وصاروا يتولون جبايتهم ولما غلبت عليهم الدولة بمظاهرة رياح صاروا إلى المدافعة عن تلك الرعايا وجبايتهم للسلطان وسكنوا ذلك الجبل فطوله من المشرق إلى المغرب ما بين ثنية غنية والقصاب إلى وطن بني يزيد بن زغبة فأولهم مما يلي غنية للمهاية ورياستهم في أولاد ديفل ومعهم بطن منهم يقال لهم الزير وبعدهم المرتفع والخراج من بطونهم.فأما المرتفع فثلاثة بطون: أولاد تبان ورياستهم في أولاد محمد بن موسى وأولاد حناش ورياستهم في بني عبد السلام وأولاد عبدوس ورياستهم في بني صالح ويدعى أولاد حناش وأولاد تبار جميعا أولاد حناش وأما الخراج فرياستهم لأولاد زائدة بني عباس بن خفير ويجاور الخراج من جانب الغرب أولاد صخر وأولاد رحمة من بطون عياض وهم مجاورون لبني يزيد بن زغبة في آخر وطن الأثابج من الهلاليين وأما الضحاك فكانوا بطونا كثيرة وكانت رياستهم مفترقة بين أميرين منهم وهما أبو عطية وكلب بن منيع وغلب كلب أبا عطية على رياسة قبيلتهما الأول دولة الموحدين فارتحل فيما زعموا إلى المغرب وسكن صخر سجلماسة وكانت له فيها آثار حتى قتله الموحدون أو غربوه إلى الأندلس هكذا ينقل أصحاب أخبارهم وبقي تجمعهم بالزاب حتى غلب مسعود بن زمام والزواودة عليهم وأصاروهم في جملتهم ثم عجزوا عن الطعن ونزلوا بلاد الزاب واتخذوا بها المدن فهم على ذلك لهذا العهد وأما لطيف فهم بطون كثيرة منهم اليتامى وهم أولاد كسلان بن خليفة بن لطيف بني ذوي مطرف وذوي أبي الخليل وذوي حلال بن معافى ومنهم اللقامنة أولاد لقمان بن خليفة بن لطيف ومنهم: أولاد جرير بن علوان بن محمد بن لقمان ونزار بن معن بن محيا وإليه يرجع نسب بني مزنى الولاة بالزاب لهذا العهد وكانت لهؤلاء كثرة ونجعة ثم عجزوا عن الطعن وغلبهم على الضواحي الزواودة من بعدهم لما قل جمعهم وافترق ملوكهم وصار إلى المغرب من صار منهم من جمهور الأثبج فاهتضموا وعليهم رياح والزواودة فنزلوا بلاد الزاب واتخذوا بها الآطام والمدن مثل الدوسن وغريبوا وتهدوه ونقموه وبادس وهم لهذا العهد من جملة الرعايا الغارمة لأمير الزاب ولهم عجمة منذ رياستهم القديمة لم يفارقوها وهم على ذلك العهد وبينهم في قصورهم بالزاب فتن متصلة بين المتجاورين منهم وحروب وقتل وعامل الزاب يدرأ بعضا ببعض ويستوفي جبايته منهم جميعا والله خير الوارثين.ويلحق بهؤلاء الأثبج العمور وغلب على الظن أنهم من ولد عمرو بن عبد مناف بن هلال أخوة قرة بن عبد مناف وليسوا من ولد عمر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال لأن رياحا وزغبة والأثبج من أبي ربيعة ولا نجد بينهم انتماء بالجملة ونجد بينهم وبين قرة وغيرهم من بطون هلال الانتماء دل على أنهم لعمرو بن عبد مناف أو يكونون من عمر بن روينة بن عبد الله بن هلال وكلهم معروف ذكره ابن الكلبي والله أعلم بذلك وهم بطنان: قرة وعبد الله وليس لهم رياسة على أحد من هلال ولا ناجعة تظعن لقلتهم وافتراق ملتهم إنما هم ساكنون بالضواحي والجبال وفيهم الفرسان وأكثرهم رجالة ومواطنهم ما بين جبل أوراس شرقا إلى جبل راشد وكان كل ذلك من ناحية المصنة والصحراء وأما التلول فهم مرفوعون عنها بقلتهم وخوفهم من حامية الدول فتجدهم أقرب إلى موطن القفر والجدب.فأما بنو قرة منهم فبطن متسع إلا أنهم مفترقون في القبائل والمدن وحدانا وبنو عبد الله منهم على رياسة فيهم وهم: عبد الله بن علي وبنوه محمد وماضي بطنان وولد محمد عنان وعزيز بطنان وولد عنان شكر وفارس بطنان من ولد شكر أولاد يحيى ابن سعيد بن بسيط بن شكر بطن أيضا فأما أولاد فارس وأولاد عزيز وأولاد ماضي فموطنهم بسفح جبل أوراس المطل على بسكرة قاعدة الزاب متصلين كذلك غربا إلى مواطن غمرة وهم في جوار رياح وتحت أيديهم وخول لأولاده وخصوصا من الزواودة المتولين موطنهم بالمجال لصاحب الزاب عليهم طاعة لقرب جواره وحاجتهم إلى سلطانه فيصرفهم لذلك في حاجته متى عنت من إخفار العير ومقارفة مدن الزاب مع رجله وغير ذلك.وأما أولاد شكر وهم أكبر رياسة فيهم فنزلوا جبل راشد وكانوا فريقين فنزلوا واحتربوا وغلب اولاد محيا بن سعيد منهم أولاد زكرير ودفعوهم عن جبل راشد فصاروا إلى جبل كسال محاذيه من ناحية الغرب وأوطنوه واتصلت فتنتهم معهم على طول الأيام وافتتحهم رجال زغبة باقتسام المواطن فصار أولاد يحيى أهل جبل راشد في إيالة سويد بن زغبة وأحلافا لهم وأولاد ذكرى أهل جبل كسال في إيالة بني عامر وأحلافا لهم وربما يقتحمون بادية زغبة مع أهل المصر أحلافا لهم في فتنتهم كما نذكر في أخبار زغبة وكان شيخهم من أولاد يحيى فيما قرب من عهدنا عامر بن أبي يحيى بن محيا وكان له فيهم ذكر وشهرة وكان ينتحل العبادة وحج ولقي بمصر شيخ الصوفية لعصره يوسف الكوراني وأخذ عنه لقن طرق هدايته ورجع إلى قومه وعاهدهم على طريقته ونحلته فاتبعه الكثير منهم وغزا المفسدون من بادية النضر في جواره وجاهدهم إلى أن اغتالوا بعض الأيام في الصيد فقتلوه وكان شيخ أولاد زكرير يغمور بن موسى بن بوزير بن زكرير وكان يسامي عامرا ويناهضه في شرفه إلا أن عامرا كان أسود منه بنحلة العبادة والله مصرف الأمور والخلق.
|